ما وراء الخبر

الجزء الثاني لطروادة الخليفيين: هذه حقيقة علاقة العرادي بالمخابرات

index
هذه حقيقة علاقة العرادي بالمخابرات

متابعات – البحرين اليوم

ما وراء الخبر

قبل الولوج في بعض المعلومات الخاصة بعلاقة محمد حسن العرادي بمخابرات آل خليفة، وفق ما أشارت له (البحرين اليوم) في الجزء الأول حول مجموعة طروادة في “البحرين مستقبلنا”؛ فإنه من المهم التأكيد على أن ما ورد في التقرير لا يستهدف أعضاء المجموعة قروب “الواتس اب”، ومعروفٌ أن بينهم عوائل شهداء وشخصيات تحظى بتقدير النّاس، ولا يخفى على الجميع نقاؤهم، مع التشديد على أن تعاطيهم ومشاركتهم في هذه المجموعة محل استهجان وتحفظ، ذلك لأن قائد هذه المجموعة لا يخفى دوره على غالبية  الأعضاء. كشف هذه المعلومات يأتي في سياق ضرورة أن يعرف الرأي العام المحلي حقيقة الشخص الذي يقف وراء هذه المجموعة، ولاسيما وأن هذا الشخص، أي العرادي، كان يمثل – وفي أكثر من مرحلة وظرف -محاولة متكرّرة لترويج مشاريع النّظام ومخططاته، وهو ما برز بوضوح مع الظهور”المبرمج” لهذا الشخص في الفترة الأخيرة، والذي ترافق مع تصعيد حملات”التشويه” و”إشاعة اليأس” ضد الثورة ومطالبها الحقيقية.

إنّ ما يدعو لفتح هذا الملف، وإظهار شخص العرادي نفسه، هو خطورة ما يُخطّط له على المدى القريب والبعيد، فالمشروع الذي بدأ يتحرّك من خلال “البحرين مستقبلنا”؛ تشكّلت لبنته بحسب المعلومات من خلال لقاءات جمعت العرادي مباشرة مع مدير جهاز الأمن الوطني المدعو عادل بن خليفة الفاضل. وبحسب المعلومات الخاصة ل (البحرين اليوم) فقد كان يلتقي العرادي مرتين إلى ثلاث شهريا مع مدير جهاز الأمن الوطني عادل بن خليفة ويحضر معهما الضابطان في جهاز المخابرات باسم الظاعن وخليفة أحمد الرويعي.

تلك اللقاءات كانت تجري في أحد مجالس “كبار” الخليفيين، وتحديداً في منطقة الحنينية(الرفاع الغربي). أما صاحب  المجلس فقد كان الرابط المباشر برئيس الوزراء، خليفة سلمان الخليفة، والمنسق مع جهاز الأمن الوطني.  في المنطقة ذاتها جرت لقاءات شبيهة في أحد المزارع التي تحوي بركة للسباحة!

وكانت فكرة “البحرين مستقبلنا”؛ انبثقت من خلال هذه الجلسات التي شارك فيها العرادي مع الضباط الخليفيين، وخاصة بعد إعلان الجمعيات السياسية مقاطعتها للانتخابات في العام 2014م. في هذا الجو تشكلت مجموعة طروادة، ومحركها العرادي، في سياق ضخ المشروع الخليفي واستغلال مجموعة الواتس اب المذكورة لإسالة هذا المشروع وتوسيعه، وهو ما يجعل الاستمرار في هذه المجموعة- رغم تمايز الأعضاء عن لوبي طروادة فيها – محل تحفظ كبير، وهو ما جعل شخصيات من المعارضة، وبينهم من جمعية الوفاق، يسجلون تحفظا حيال خلفيات هذه المجموعة وتقاطعها مع المشروع الخليفي في محاولة إجهاض الثورة.

في فبراير 2016م، دافع العرادي عن نفسه إزاء الاتهامات الموجهة ضده بعد أفكار نشرها بشأن ما طرحه من دعوات في ذلك الوقت للتخلي عن “التكتيكات”المعتمدة في المعارضة، وذلك لضمان الحصول على “حلّ للأزمة” بحسب تعبيره.

هذا الظهور للعرادي أخذ تفسيره الواضح مع بروز المجموعة المذكورة (مجموعة طروادة) وما سبقها من لقاءات مع الخليفيين. وبحسب المعلومات المستقاة من مصادر مطلعة، فإن المشروع الذي أوكل هذه المرة للعرادي وآخرين القيام به؛ يهدف إلى تحقيق التالي:

– أن تكون مجموعة طروادة في “البحرين مستقبلنا” مدخلا لاستقطاب الوجهاء والتجار والمتدينيين وحتى الليبراليين ومدرسي الجامعات ورجال الدين من الشيعة وبعض المحسوبين على الجمعيات السياسية المؤهلين للانشقاق أوالخروج من طروحات المعارضة السياسية.

– الخروج بأهداف سياسية محددة، ومن بوابة إظهار آية الله  الشيخ عيسى قاسم وجمعية الوفاق تحديداً بأنها تقف وراء رفض الحلول “العقلانية”، والترويج لمقولة أن الشيخ قاسم والمعارضة هي التي  تتحمل مسؤلية “المأساة” التي يعانيها الشيعة في البلاد. وفي السياق نفسه، يجري العمل على خلق “قيادة” بديلة لآية الله قاسم، وتحت ذريعة أن الشيخ “كبير في السّن” و”لم يعد قادرا على أداء دوره الطبيعي”.

– العمل على تكوين نخبة سياسية “جديدة مقبولة” من الشعب  تسعى لإظهار نفسها على أنها تعمل على إنهاء المأساة المعيشية والإنسانية دون التطرق إلى الجانب السياسي،وذلك تمهيداً لإعادة العمل بسياسة “المجالس المفتوحة”.

– السيطرة على الحقوق الشرعية، ومن بوابة التضييق على علماء الدين الذين لا يخضعون للنظام الخليفي ويبدون مواقف علنية في  رفض سياسة الهيمنة الخليفية على المنبر الديني.

وبحسب سياق هذه الأهداف؛ فإنها تبدو مواكبة مع المحاولات والمشاريع الخليفية التي تظهر بين فترة وأخرى، في مساعي النظام الحثيثة للخروج من تورطه المتزايد، وفي ظل قدرة الثورة على توسيع هذا الورطة إلى حد محاصرة النظام وإظهاره معزولا عن الناس.

على المستوى العملي، فإن مجموعة طروادة البحرين؛ استلم المسؤول عنها، أي العرادي ومن معه، ضوءا أخضر للتحرك الميداني والبدء في تنفيذ الأهداف المبيتة، وخاصة بعد فراغ الساحة من قيادات المعارضة، واتساع الانتقادات(الموضوعية وغير الموضوعية) لأداء الجمعيات.

وتتحدث المصادر بأن المجموعة تعمل على تأسيس وفد ليقوم بزيارة خليفة سلمان الخليفة، والذي سيعلن الإشادة بالوفد وتقديم الدعم له، على أن تصدر أوامر للصحف المحلية بمتابعة فعاليات هذا الوفد وما ينبثق عنه والحديث عنه بشكل  إيجابي، على أن توجّه هذه الأوامر خاصة إلى صحيفة “الوسط”، لكونها تملك مقبولية ملموسة في الوسط الشيعي بالبحرين.

وفي إطار الدعم أيضا، فإن الحكومة الخليفية، ممثلة في إدارة الأوقاف الجعفرية، ستقوم بإلزام المآتم والمساجد بالتعاون مع المجموعة وفتح الأبواب لأشخاصها للترويج لمشاريعهم وأفكارهم.

يفترض أن يتم تدارك خطورة الظرف الراهن، واليقظة من الإطروحات التي بدأت تظهر علنا في الأشهر الأخيرة، وتحت عنوان “البحث عن حلول للخروج من الأزمة” والدعوة للعقلانية وما شابه ذلك، وهي الطروحات ذاتها التي حاول العرادي – ومن شاكله – ومنذ عام تقريبا الترويج لها عبر مقالات نشرها في صحيفة “الوسط” ومن خلال جولاته ولقاءاته في البحرين، بل وحتى في لبنان أيضاً، واستهدف من ورائها إشاعة أن هناك أخطاء ارتكبتها المعارضة، وأن الحل لا يكون إلا بتخلي المعارضة عن هذه الأخطاء، وذلك في تجاهل مقصود لجرائم النظام ومسؤوليته المباشرة في كلّ ما يجري.

وبحسب التجارب السابقة، فإن احتمالات نجاح مثل هذا المشروع “الخليفي”؛ تساوي صفرا. وسيكون على  منفذي هذا المشروع، أمثال العرادي، ومن يقف وراءه؛ ألا يصيبهم الغرور بعد حملات “الدفاع” و”المساندة” التي أظهرها البعض لشخص العرادي، بعد ما نشرته “البحرين اليوم”؛ فذلك لن يغير من حقيقة أن منْ يروج لأطروحة أن “كل” المشكلة في المعارضة، ولا يقترب “بشبرٍ أو بكلمة صريحة واحدة” من الخليفيين؛ هو واقعٌ في الشبهة من “رأسه إلى قدميه” وتحيطه كل الشبهات من كل الجهات، وهو ما تثبته المعلومات المتوافرة، والتي قد تأتي الأيام المناسبة لكشف المزيد منها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى