اوروبا

الدكتور سعيد الشهابي يروي ل”البحرين اليوم” جانبا من ذكرياته مع اللورد الراحل ” أريك ايفبري”

c1b5029d7428d75350dc97030e6d2b9d
من لندن-البحرين اليوم:

 

أعرب المعارض البحراني البارز الدكتور سعيد الشهابي عن حزنه العميق لرحيل اللورد” أريك أفبري” الذي وافته المنية يوم الرابع عشر من فبراير الجاري.

 

وقال الشهابي في حديث خصّ به وكالة أنباء (البحرين اليوم) “ لقد فجعت برحيل اللورد افبري فهو صديق عزيز عرفته منذ أكثر من ربع قرن. إذ تعاونّا معا فيما هو مشترك من القضايا في الدفاع عن حقوق الإنسان وعن حقوق المظلومين”.

 

وثمّن الشهابي وقوف اللورد الراحل بجانب الشعب البحراني منذ زمن بعيد، قائلا “ وقف الرجل معنا منذ الأيام التي كان لا يتجاوز فيها عدد المعتقلين ال ١٨، هم آخر من تبقى على خلفية قضايا الثمانينات من القرن الماضي”.

ووصف الشهابي وقفة أفبري إلى جانب الشعب في انتفاضة التسعينات بوقفة “ البطل الذي دافع وطوال خمس سنوات عن كل صغير وكبير في البحرين. مضيفا ” كان يتصل بي في منتصف الليل ليسألني عن الشاب الذي اعتقل في السنابس عصر ذلك اليوم وعن اسم أبيه”. وأضاف “برغم أن البريطانيين لا يعملون في يوم الأحد ولكنه كان يتصل بي بحثا عن اسم معتقل أو سجينة أو جلاد”.

 

الشهابي أشار إلى مراسلات اللورد أفبري مع الخارجية البريطانية حول الوضع في البحرين والتي كانت تصطدم بجدار من صخر، حيث لم يكن يحصل على ردود شافية، حتى أصدر كتابا في عام1998 تحت عنوان “جدار من صخر”، وثّق فيه جميع تلك المراسلات. كما أصدر تقريرا مصغرا بعنوان “معا من أجل الحرية”.

 

وبشأن علاقته بالمعارضة البحرانية، قال الشهابي ”لقد التقى أفبري بأغلب رموز المعارضة البحرانية، ومنهم الشيخ علي سلمان، عبدالوهاب حسين، حسن مشيمع، إبراهيم شريف، عبدالهادي الخواجة، عبدالغني الخنجر وآخرين”.

 

وأضاف “لقد حضر أغلب فعاليات المعارضة التي تقيمها في ذكرى عيد الإستقلال وعيد الشهداء وعقد أكثر من 50 ندوة في مجلس اللوردات حول البحرين، وحاضر في نادي الخليج وفي دار الحكمة وشارك في الحوارات وفي الأفلام الموثقة حول دور ايان هندرسون في التسعينات”.

 

وأكّد الشهابي على أن النظام الحاكم في البحرين حاول استمالة اللورد أفبري إلى جانبه، لكنه ظل ثابتا على موقفه، مشيرا إلى الدعوة التي وجهها له وكيل وزارة الخارجية الأسبق غازي القصيبي في أحد فنادق لندن الراقية والتي لبّاها لكنه لم يغير أيا من مواقفه.

وبشأن زيارته للبحرين عام 2001 قال الشهابي ”تلقى اللورد دعوة من الحكومة وقد شجعناه على تلبيتها، ولقد زار البحرين والتقى بالعديد من الفعاليات والمسؤولين الذين حاولوا استمالته، لكنه عاد ولم يغير من موقفه”.

 

وعن العلاقة الوثيقة التي ربطته بالبحرانيين قال الدكتور الشهابي” ما جعله يقف مع البحرانيين هو صدقهم. إذ كنا لا نبالغ في وصف حقيقة الأوضاع على الأرض، بل ننقل الحقيقة كما هي، فعندما يعتقل خمسة أشخاص لا نبالغ في الرقم ونقول 50, وعندما يستشهد شخص أو شخصين لا ندعي أكثر. هذه المصداقية أكسبتنا ثقته بنا”.

 

وأشار الشهابي إلى حادثة وقعت في العام 1997 عندما اعتقلت السلطات طفلا، لكن وزارة الخارجية البريطانية نفت ذلك، لكننا قدمنا له كافة الأدلة التي تثبت ذلك حتى “صمتت الخارجية البريطانية وهو ما عزّز ثقته بنا”.

واستذكر الشهابي مرض اللورد أفبري في العام 1995 عندما أجريت له عملية في القلب، حيث زاره العديد من العلماء في مشفاه في لندن، وكان أبرز من زاره الشيخ على سلمان والشيخ حمزة الديري والسيد حيدر الستري والدكتور مجيد العلوي والدكتور منصور والجمري، حيث كان لتلك الزيارة “أثر في نفسه”.

 

وأوضح الشهابي بأنه “ صعق” لدى سماعه بمرضه الأخير، وظل متواصلا معه ومع عائلته وكانت آخر زيارة له قبل أعياد الميلاد.

الشهابي وصف الراحل افبري ب” رجل المستضعفين”، مشيرا إلى أيوائه للكثير من اللاجئين الأفارقة في بيته. واصفا إياه ب” المتواضع الذي لا يتوانى عن تقديم أي خدمة يقدر عليها لمن يطلبها”.

وأضاف “ لم يكن أفبري متعصبا ولم يعامل الناس وفقا لدينهم أو مذهبهم أو عرقهم، بل على أساس إنسانيتهم”.

 

واختتم الشهابي حديثه بالدعاء للورد افبري سائلا الله سبحانه وتعالى أن يشمله برحمته التي وسعت كل شيء قائلا “لقد قدم للإنسانية خدمة لم يقدمها الكثير من المسملين, نسأل الله أن يعين الشعب البحراني في ظلامته ويهيء له من هو بمستوى اللورد أفبري”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى