سجن جوالمنامة

السلطات تُفرج عن أشهر سجين مُحمَّل بعشرات السنين من الأحكام: أكبر علي إلى الحرية بعد “انتكاسة صحية”

C-1XZNuW0AAeUic

المنامة – البحرين اليوم

 

في خطوة بدت مفاجئة، أطلقت السلطات الخليفية أمس الثلاثاء، ٢ مايو، سراح المعتقل علي أكبر، وذلك بعد انتكاسة في وضعه الصحي، وقد جاء الإفراج عنه بـ”أمر قضائي”، وسط شكوك أثارها ناشطون حول خلفية هذا الإجراء.

وتوافد المواطنون والناشطون، وفي مقدمتهم آباء شهداء، على منزل أكبر في بلدة البلاد القديم، لاستقباله وتقديم التهاني له ولعائلته.

وكانت والدة أكبر عبّرت في تصريحات سابقة لـ(البحرين اليوم) عن “قلقها الشديد” على وضعه الصحي، وأوضحت بأن حالته “مأساوية”، كما بدت خلال زيارته في نوفمبر من العام الماضي. وتحدثت عن “انتكاسة نفسية” يُعاني منها، حيث أبدى عدم رغبته في زيارتهم له، وأظهر “أشياء غريبة” أثناء الزيارة، فيما بدا بأنه لم يكن طبيعياً.

C-2UR8ZXsAApl0g

وقد نُقل أكبر إلى مستشفى الطب النفسي في ١١ نوفمبر ٢٠١٦م بعد تدهور ملحوظ في حالته النفسية، وبعد اعتقال دام أكثر من ٤ سنوات، تعرض خلالها لتعذيب “قاس”، بحسب ما أفادت التقارير الحقوقية.

1394663011

وقال بعض زوّار أكبر اليوم بأن ملامحه قد تغيرت كثيرا “منذ اعتقاله وهو طفل”، كما أشاروا إلى أنه لا زال بحاجة لرعاية خاصة، بسبب التعذيب الجسدي والنفسي الذي عاناه داخل السجون الخليفية طيلة السنوات الماضية”.

وقد أثار ناشطون “شكوكا حيال إطلاق سراح أكبر بشكل مفاجيء”، ورجّح بعضهم بأن لذلك صلة بالإدانات “الشديدة” التي تعرض لها النظام الخليفي خلال جلسة الاستعراض الدوري الشامل في جنيف أول أمس، وأن النظام يعمل على “جمع بعض النقاط التي تُسهم في تحسين صورته بعد الحملة الواسعة التي تعرض لها من مختلف دول العالم بسبب انتهاكاته المتواصلة لحقوق الإنسان”.

1411318262

وكان أكبر علي يُعد من أصغر المعتقلين الذين يواجهون قائمة طويلة من الاتهامات والقضايا الملفقة، وقد وصل مجموع الأحكام الصادرة صدره إلى قرابة ٦٥ سنة، من غير أن تنتهي المحاكمات التي كانت تلاحقه بقضايا أخرى.

1476784041

وقد اعتقل أكبر عدة مرات، ولوحق قبل اندلاع ثورة ١٤ فبراير ٢٠١١م، حيث اعتقل في مارس ٢٠٠٩، وكان يبلغ حينها ١٤ عاماً، وأُصيب وقتها بطلقات من رصاص الشورن، وطالته أكثر من ٣٦ شظية في أماكن حساسة من جسمه، واعتقل بعدها بعد ملاحقات متواصلة، ودام بعضها ٤ أشهر اتّهم فيها بالانتماء إلى حركة (حق)، رغم صغر سنه.

وبعد الثورة، اعتقل أكبر في ديسمبر ٢٠١٢م إثر فترة من المطاردة، حيث اعتقل في كمين مخابراتي بعد الاعتداء عليه بالضرب.

الجدير بالذكر أن السلطات الخليفية تتبع سياسة ممنهجة بحرمان المعتقلين السياسيين من العلاج، وأثار تقرير أخير أصدره إئتلاف من ١٠ منظمات حقوقية، وبينها منظمات دولية، الوضعَ الصحي المتدهور للسجناء في البحرين، وخاصة قيادات الثورة المعتقلين.

وتسبب الحرمان من العلاج في تدهور ملحوظ في الوضع الصحي للسجناء، وأدى في عدد من الحالات إلى استشهاد بعضهم داخل السجن وخارجه بعد الإفراج عنهم، وآخرهم الشهيد الناشط محمد سهوان الذي استشهد متأثرا بأكثر من ٨٠ شظية من رصاص الشوزن أُصيب بها في رأسه، وحُرم من العلاج منها، إلى أن أُعلن عن استشهاده داخل السجن في مارس الماضي، كما استشهد يوم استشهاده الشاعر منصور آل مبارك، الذي أُعتقل في العام ٢٠١١م وتعرض للتعذيب، وأُفرج عنه لاحقاً، حيث ظهرت عليه علامات المرض تدريجيا، إلى أن تم اكتشاف إصابته بمرض السرطان، حيث أفاد ناشطون بأنه تعرض للتعذيب داخل السجن وأُحيط بظروف غير صحية في المعتقل تسببت في إصابته بالمرض.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى