سجن جوالمنامةتقارير

“الطعام” آخر أسلحة آل خليفة في السجون: تجويع وتسميم جماعي.. ماذا بعد؟

 

المنامة – البحرين اليوم

أثارت حالات التسمم الجماعي التي شكت منها معتقلات بحرانيات أمس الاثنين (أثارت) مخاوف في أوساط ناشطين ومعارضين من استعمال السلطات الخليفية “الطعام” كسلاح جديد داخل السجون في البحرين. وقد وردت تقارير سابقة عن مضايقات عانى منها السجناء بسبب سوء الطعام وأحيانا تعمُّد خفض كمية الوجبات الغذائية الموزّعة على مباني السجن.

وبحسب التقارير التي كانت تتلقّاها (البحرين اليوم) في الفترة الأخيرة، فقد كان السجناء يشكون على نحو دائم من الطعام الذي تقدّمه إدارة السجن. ففي شهر رمضان الماضي برزت حالات من التقيؤ والمشاكل المعوية بين السجناء في سجني الحوض الجاف وسجن جو، فيما تحدثت معلومات متواترة عن روائح سيئة تنبعث من الوجبات التي تُوزّع على السجناء، وهو ما يشير إلى سوء طبخها وعدم صلاحية المواد الغذائية المستعملة في إعدادها، وقد برزت هذه المشكلة على نحو لافت قبيل ٦ أشهر مع تغيير إدارة السجن لتعاقدها السابق مع شركة الأطعمة وتلزيمها شركة أخرى تؤكد التقارير من داخل السجن بأن “وجباتها سيئة جدا من حيث الطبخ وجودتها الغذائية”.

مدير السجن الجديد المقدم عدنان بحر سيكون اسمه مرتبطا بما يصفه نشطاء بسياسة “استعمال الطعام” كسلاح عقابي داخل السجن، لاسيما وأن العديد من الانتهاكات وعمليات الانتقام داخل السجن، بما في ذلك سياسة “العزل الإنفرادي”؛ أخذت وتيرة متصاعدة مع تسلمه لمهامه في وقت سابق من الشهر الماضي، وهو تشديد يقول سجناء يريد المدير الجديد من خلاله أن يُثبت قدرته على “الضبط والسيطرة الحازمة” داخل السجن بعد عملية الهروب الكبيرة التي جرت في الأول من يناير الماضي.

ولا تستبعد مصادر من داخل أن يكون سوء الطعام داخل السجون له صلة بالفساد الإداري والمافيات التي تسيطر على إدارة السجن، وتشير هذه المصادر إلى أن هناك ضباطا كبارا متورطين في تعاقدات مع جهات معينة لتزويدهم بأجهزة الهواتف النقالة والمخدرات للمتاجرة بها داخل السجن وفي صفوف السجناء، ورجحت أن يكون هناك اختلاس كبير في الأموال المرصودة لشراء أطعمة السجناء وإعدادها وبالاتفاق مع الجهة المتعاقدة، وهو ما يفسّر ما يقوله السجناء عن “إعلان التقشف” في السجن والذي انعكس على كمية الوجبات الغذائية وجودتها.

من جهة أخرى، فإن شيوع الأمراض بين السجناء والحاجة في الغالب لأطعمة خاصة وتغذية مناسبة وصحية؛ يفاقم من الوضع الصحي داخل السجن، لاسيما مع الإهمال الممنهج في نظام الرعاية الصحية، والذي يأخذ تدهوره المصاحب مع انهيار عموم الخدمات الصحية ووسائل التهوية وسوء المعاملة النفسية والجسدية.

في هذا السياق، لم يُبد ناشطون الحماس مع ما يُقال عن “مؤتمر هام” ستعقده يوم الأحد المقبل ما تُسمى  المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان (الرسمية)، والذي يُقال بأنه سيتعرض لما يعانيه السجناء من مضايقات، إلا أن المؤسسة ستعمد في الغالب إلى رصد هذه المضايقات باعتبارها “تصرفات فردية” ولن تُفصح عن الشكاوى غير المحدودة التي يرفعها السجناء وأهاليهم بخصوص ما يتعرضون له من انتهاكات واسعة.

وفي المقابل، فإن هناك منْ يتحدث عن “مخاوف جدية” من الآثار السلبية متوسطة المدى وبعيدة المدى التي ستُلازم حياة المعتقلين والمعتقلات الذين يفوق عددهم ٣ آلاف، وهم عينة نموذجية لشعب البحرين، حيث إنهم يمثلون مختلف شرائح المجتمع البحراني وأعمارهم، ومن مختلف المناطق والبلدات، وهو – بحسب أحد الناشطين – “ما يعني أن الخليفيين يخططون فعليا للقضاء المادي والمعنوي على السكان الأصليين، ومحاربة وجودهم بكل ما للكلمة من معنى”.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى