اوروبا

“الغارديان” تنشر تقريرا حول محاولات النظام استعمال الرياضة لتبييض إرث من التعذيب والانتهاكات في البحرين

 

لندن – البحرين اليوم

نشرت صحيفة الغاريان البريطانية تقريرا مفصلا تحت عنوان: “كيف تستعمل البحرين الرياضة لتبييض إرث من التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان”.

وتوقف التقرير الذي كتبه المحرر الرياضي ديفيد كون ونشرته الصحيفة بتاريخ ١٧ يوليو ٢٠١٧م؛ عند العلاقة بين المسابقات الرياضية التي يشارك فيها أو يدعمها ناصر حمد، نجل الحاكم الخليفي، وبين تعزيز “الحكم الاستبدادي” في البحرين، وأشار التقرير إلى أن فريق الدراجات الذي بدأ في يناير الماضي بميزانية تُقدَّر ١٣.٧ مليون جنيه استرليني من قبل ناصر حمد، هو “آخر المشاريع” التي تُسهم في تعزيز الاستبداد في البلاد والتغطية عليه من خلال الأحداث الرياضية التي يتم نلقها عبر التلفزة عبر العالم.

وأوضح التقرير بأن ناصر هو عميد في الجيش الخليفي في البحرين وقائد ما يُسمى الحرس الملكي، كما أنه يحتل مناصب عليا في العديد من الهيئات الحكومية الرياضية في البلاد، بما في ذلك رئاسة اللجنة الأولمبية.

وخلال المؤتمر الأخير لكونغرس الفيفا في البحرين؛ التقت الصحيفة بأشخاص تعرضوا للضرب والتعذيب خلال سنوات “القمع الوحشي، من قبل حكام البلاد”، وأفادوا بأن الآلاف موجودون في السجن، ونقلت شكوى المواطنين من التمييز الطائفي، والاضطهاد المتزايد.

وجاء في التقرير “على بعد أميال قليلة من طريق الشيخ خليفة بن سلمان السريع، حيث فنادق الخمس نجوم ومركز المؤتمرات ذات الحراسة الأمنية، كانت تُقام فعاليات مؤتمر فيفا؛ يوجد الجانب الآخر من الوجه الشرير من البحرين”، مشيرا إلى البلدات الشيعية، وبينها الدراز، التي تمثل معاقل للاحتجاج ومعارضة النظام الخليفي، فيما يتم محاصرتها بالمدرعات والهجوم على المتظاهرين فيها.

كما رصد التقرير تصاعد القمع الدموي في البلاد بعد انتهاء الخليفيين من المشاركة في الفعاليات الرياضية، كما حصل مع حضور الخليفيين في معرض وندسور الملكي للخيول في مايو الماضي، حيث بدأ النظام الخليفي، وبعد ١١ يوماً، حملة دموية على المواطنين، وذلك في بلدة الدراز. واستعرضت الصحيفة التقارير التي تناولت هذه الحملة، وبينها تقارير أممية، أكدت فيها استعمال “القوة المفرطة والقاتلة لتفريق متظاهرين سلميين” في اجتياح الدراز في ٢٣ مايو الماضي.

واسترجع التقرير المسار المتوازي بين الرياضة والقمع في البحرين، منذ العام ٢٠١١م، وتطرق إلى تصريح ناصر حمد بمعاقبة الرياضيين الذين شاركوا في الاحتجاجات وظهوره على شاشة التلفزيون الرسمي في ٤ أبريل ٢٠١١م وتهديده بإسقاط “الجدار” على رؤوس الذين ينادون بسقوط النظام. كما توقف التقرير عند لجنة التحقيق مع الرياضيين الذين شاركوا في التظاهرات ومعاقبتهم، والتي رأسها سلمان إبراهيم الخليفة. كما أشار إلى الملاحقة القانونية التي تواجه نصار حمد في لندن بعد دعوى رفعها أحد ضحايا التعذيب ضد ناصر بتهمة التعذيب.

ويقول نيكولاس ماكجهان، الباحث في شؤون البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة في منظمة هيومن رايتس ووتش: “المشكلة بالنسبة للبحرين هو أنها تسعى لغسل صورتها، لأن هناك الكثير مما تعمل على التستر عليه”.

ويقول ألان هوغارث، رئيس السياسة والشؤون الحكومية في المملكة المتحدة: “يبدو واضحا جدا أن السلطات (الخليفية) في البحرين قد ضاعفت جهودها لربط البلاد بأحداث رياضية كبرى كغطاء صارخ لقمع حقوق الإنسان المتفاقم باستمرار. وفي معظم الأحيان، ساعد تسخير البحرين لبريق الرياضة ومكانتها على تحويل الانتباه عن اعتقالات المعارضين السلميين، والمحاكمات الجائرة، والأحكام بالإعدام “.

تختم الغاريان بالقول بأن المواطنين الذين تحدثت معهم في البحرين، خلال مؤتمر كونغرس الفيفا، فضلوا عدم الكشف عن هوياتهم، بسبب “مناخ القمع المخيف” في البلاد، والخشية من تعرضهم وعائلاتهم “لخطر الاعتقال والتعذيب وعقوبة السجن الطويلة”. وأضافت “بالنسبة لهم، ليست البحرين ملاذا برّاقا للقيم الرياضية التي تقدمها الفرق والرياضيون الذين يحملون اسمها، بل هي جزيرة – كما قال ناصر حمد في مداخلته التفلزيونية التي هدد فيها بإسقاط الجدار – لا يمكن الهرب منها”.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى