المنامة – البحرين اليوم
قالت مصادر من داخل سجن جو المركزي بالبحرين؛ إن سجينا محكوما من نزلاء السجن حاول الانتحار عبر شنق نفسه داخل الزنزانة بسبب المعاناة من استمرار الانتهاكات الممنهجة داخل السجن، والتي طالت جميع السجناء، بما في ذلك المحكومين في قضايا جنائية.
وأوضحت المصادر بأن السجين الذي حاول الانتحار اليوم الجمعة، 13 يناير، محكوم في إحدى القضايا الجنائية، وجاءت هذه المحاولة في ظل تقارير من داخل السجن تفيد باتساع موجة الانتهاكات والمضايقة ضد النزلاء، وخاصة بعد عملية نجاح 10 من السجناء السياسيين في الهروب من السجن في الأول من يناير الجاري.
وذكرت إفادات من السجناء وشهادات من عوائلهم بأن إدارة السجن أعطت حراس السجن – وغالبيتهم من المرتزقة الأجانب – صلاحيات واسعة للتضييق على السجناء، بما في ذلك الاعتداء عليهم بالضرب وحرمانهم من حقوقهم الطبيعية، وإيقاع الإهانات النفسية والبدنية ضدهم، مثل إجبارهم على حلق شعر الرأس بطريقة مهينة، والتفتيش المفاجيء والعنيف وتخريب ممتلكات السجناء ومقتنياتهم الخاصة وأدواتهم الصحية التي يقومون بشرائهم من “كانتين” السجن، كما تم منع السجناء من شراء المواد الغذائية من “الكانتين”، بما في ذلك الماء الصالح للشرب.
وقال سجناء بأن القوات تتعمد مضايقتهم في أداء الشعائر الدينية، ومنعهم من إقامة الصلوات جماعة، كما يتم إقفال باب الزنازن عليهم لمدة 21 ساعة، ورفض تزويدهم بالماء خلال فترة إغلاق الأبواب، كما مُنع عدد من السجناء من حق الزيارة العائلية، وحُرم عدد منهم من العلاج المناسب وسُرقت أدوية آخرين يعانون من أمراض مزمنة.
يُشار إلى أن عمليات المضايقة والانتقام الممنهج في السجون الخليفية لم تتوقف خلال السنوات الماضية، ولكنها أخذت وتيرة متصاعدة في فترات معينة بغرض الانتقام و”إنزال العقاب الجماعي”، ولاسيما في أحداث مارس 2015م التي شهدت “أبشع عمليات التعذيب المنظم ضد السجناء”. ودفعت هذه الإجراءات الانتقامية بعدد قليل من السجناء إلى الإقدام على الانتحار حيث تعرضوا لأزمات نفسية حادة، فيما حاول آخرون تنفيذ عمليات هروب من السجن للخلاص من هذا العذاب.
