الخليج

بعد “ليلة السكاكين الطويلة” في السعودية.. محللون: تعزيز سلطة ابن سلمان.. وإحباط بسبب تلكؤ “الإصلاحات”

d310e151-008e-4996-b272-3eaf6e394301

البحرين اليوم – (خاص، رويترز)

نفى المعارض والباحث السياسي فؤاد إبراهيم علاقة استقالة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، التي أعلنها أمس السبت من العاصمة السعودية الرياض، بـ”حملة الاعتقالات في صفوف الأمراء والوزراء والتجار” التي أعلنتها الرياض تحت عنوان “ملاحقة الفساد” بعد ساعات من إعلان استقالة الحريري الذي قيل بأنه أحد المستهدفين من حملة التوقيفات والاعتقالات.

كما أكد إبراهيم بإن استقالة الحريري ليس لها علاقة بـ”الوضع اللبناني” الداخلي، وقال بأنها تأتي “ضمن صراع محاور”.

ورأى إبراهيم – أحد قادة المعارضة في الخارج ضد نظام آل سعود – بأن القرارات التي صدرت مساء أمس كانت معدّة في السابق ومنتظرة، إلا أن ولي العهد محمد بن سلمان كان بانتظار الفرصة المناسبة و”الغطاء المناسب لتمرير القرارات” التي جاءت من “صميم صراعات السلطة” في السعودية.

وشبه مراقبون ما حصل مساء أمس في السعودية بـ”ليلة السكاكين الطويلة” التي وقعت في ألمانيا النازية، التي استهدفت تصفية المنافسين لأدولف هتلر آنذاك، وخاصة من الجماعات شبه العسكرية، إلا أن مراقبين أشاروا إلى علاقة الإدارة الأمريكية المباشرة بالحملة المفاجئة في السعودية، حيث زار وفد أمريكي رفيع المستوى الرياض الأسبوع الماضي في زيارة سرية لم يُكشف عن فحواها.

وسخر فؤاد إبراهيم من ذريعة محاربة الفساد التي استعملها ابن سلمان في حملته الأوسع على الأمراء والتجار المنافسين له، وقال بأن ما يفعله ولي العهد في بعضهم “يُذكرنا بهلاك الجبابرة على أيدي بعضهم”، مشيرا إلى أن ابن سلمان وضع يده على أموال الأمراء الموقوفين “لتقويض كل مصادر القوة لديهم حتى لا يستخدمونها” ضده، وأضاف “فاسد يحارب فاسدين، والنتيجة احتكار الفساد”.

وفي هذا السياق، ذكرت الأكاديمية مضاوي الرشيد بأن ما حصل في السعودية مساء أمس هو “تصفية لأمراء قد ينافسون محمد بن سلمان”، وقالت بأن “إيقاف بعض الوزراء (هو مجرد) تغطية وتمويه”. وأضافت “أسهل طريقة للتخلص من الأمراء المنافسين؛ سجنهم في قضايا فساد، وكأن السجان قمة النزاهة”!

من جانبها، قالت الناشطة هالة الدوسري بأن إبقاء “تهم الفساد بلا وضوح (..) تبقى خاضعة وقابلة لتأويلات أخرى، كالاستحواذ على السلطة”، ورأت الدوسري بأن هناك استغلالا سياسيا لما وصفته بـ”أحلام الناس” في ظل “استمرار التغييب”.

وقال مسؤولان سعوديان كبيران لوكالة رويترز يوم الأحد، ٥ نوفمبر ٢٠١٧م، إن الملياردير الأمير الوليد بن طلال رئيس شركة المملكة القابضة للاستثمار من بين المحتجزين الذين تم الإعلان عنهم مساء أمس، وهم ١١ أميرا وأربعة وزراء حاليين وعشرات الوزراء السابقين.

وتم احتجاز الأمير متعب بن عبد الله وزير الحرس الوطني ليحل محله الأمير خالد بن عياف مما يعزز سيطرة محمد بن سلمان على المؤسسات الأمنية التي ترأستها لفترة طويلة أفرع قوية منفصلة من الأسرة الحاكمة، بحسب ما جاء في تقرير لروتيرز.

وكتب جيمس دورسي وهو زميل كبير في كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية في سنغافورة يقول “تمثل الحملة الأخيرة خروجا على تقاليد التوافق والإجماع داخل الأسرة الحاكمة التي تضاهي طريقة عملها السرية تلك الخاصة بالكرملين أيام الاتحاد السوفيتي”.

وأضاف “وعلى الرغم من ذلك فإن قرارات الإعفاء والاحتجاز توحي بأن الأمير محمد -وبدلا من السعي لتكوين تحالفات- يعزز قبضته الحديدية لتشمل الأسرة الحاكمة والجيش والحرس الوطني لمواجهة معارضة واسعة النطاق فيما يبدو داخل الأسرة والجيش لإصلاحاته ولحرب اليمن”.

وقال خبير اقتصادي في بنك خليجي كبير طالبا عدم ذكر اسمه لرويترز نظرا للحساسيات السياسية إنه لا يوجد في السعودية من يرى الفساد سببا للقرارات الأخيرة.

وأضاف “الأمر يتعلق بتعزيز السلطة والإحباط من عدم مضي الإصلاحات بالسرعة الكافية”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى