سجن جوالمنامة

تقرير من الداخل: مسلسل متواصل من الانتهاكات في سجن جو.. ونشطاء معزولون في الإنفرادي أكثر من ٦ أشهر

 

المنامة – البحرين اليوم

أفادت مصادر خاصة من داخل سجن جو المركزي في البحرين بأن الأوضاع في السجن لا زالت على وتيرة متصاعدة من الانتهاكات، وخاصة منذ مطلع العام ٢٠١٧م وبعد عملية الهروب الجماعي الذي قام بها ١٠ من السجناء وعلى رأسهم الشهيد رضا الغسرة.

وأوضحت المصادر لـ(البحرين اليوم) بأن قائمة الانتهاكات تشمل سوء المعاملة الجسدية والصحية، وأن كل ما يجري يتم بعلم إدارة السجن.

وأوضحت المصادر في تقرير عام حول أوضاع السجن بأن إغلاق الزنازن على السجناء لازال قائما على مدى ٢٤ ساعة باستثناء ٤٠ دقيقة يُسمح فيها للسجناء بالخروج إلى الفناء الخارجي للتعرُّض للشمس.

ويُعاني السجناء من تضييق مستمر أثناء إجراء الاتصالات العائلية، حيث لا يُتاح لهم الوقت الكافي، كما يتم تقييد البعض أثناء الاتصال ويُجبرون على الوقوف ومقابلة الجدار، فضلا عن إغلاق الخط فجأة والدخول على السجن أثناء عملية الاتصال، وأكد التقرير بأن ذلك يتم تحت نظر إدارة السجن حيث إنها تتابع ما يجري من خلال الكاميرات.

وذكر التقرير بأن الوضع الصحي يتجه نحو الأسوأ، حيث مُنع دخول الأدوية من خارج السجن، وهناك عدد قليل يُسمح لهم بإدخال الأدوية، ولكنها تأتي متأخرة في الوقت الذي تمتنع عيادة السجن عن صرف الأدوية خلال فترة نفاذ هذه الأدوية ما يعرض السجناء لمضاعفات صحية خلال فترة انقطاع الأدوية عنهم.

كما أوقفت سلطات السجن نقل السجناء إلى العيادات والمستشفيات الخارجية، وقد تضاءلت بشكل ملحوظ، إضافة إلى إلغاء المواعيد الخارجية، وخاصة بالنسبة للأشخاص المتهمين بالتحريض داخل السجن، مثل الحاج عبد علي السنكيس والحقوقي ناجي فتيل. ويأتي ذلك في ظل وقف عام للتحركات الخارجية للسجناء، بما في ذلك نقل السجناء من أجل استئناف الأحكام، وهو الأمر الذي أضر بهم وخسروا بسببه الاستئناف على الأحكام الصادرة ضدهم.

التقرير أكد بأن سوء المعاملة الجسدية وضرب السجناء لا زال متواصلاً، وأشار إلى حالة كلٍّ من عبد القادر الفتلاوي وحيدر العصفور، من بلدة الدراز، وهما محكومان بالسجن ١١ سنة، وقد تعرضا للضرب أثناء نقلهما من مبنى ١٦، وبإشراف المرتزق المدعو (مطيع)، وتعرضا للضرب في زواية لا تكشفها كاميرا السجن، وتحديدا عند الحمام المخصص للشرطة.

وقال التقرير بأن ضرب السجناء متواصل داخل العيادة وفي السجن الإنفرادي، كما عاد الضرب في كبينة التفتيش بعد أن أُعيد تثبيت الكاميرا الموضوعة هناك على نحو لا تكشف ما يجري بداخلها في حال فتح الباب.

ويشكو السجناء، بحسب التقرير، من قلة الوجبات الغذائية بالنسبة لعدد السجناء، بالإضافة إلى عدم تنوعها على مدى اليوم والأسبوع، حيث تقتصر على البقوليات فقط. كما أن السجناء المرضى لا توفر لهم الوجبات الخاصة، وخاصة مرضى السكري والسكلر.

وقلل التقرير من “الامتياز” الذي يجري الحديث عنه بشأن توفير الكانتين داخل السجن، وأوضح بأنه لا تتوفر فيه المياه المعبأة الصالحة للشرب، وذكر بأن السجناء يشربون الماء من قناني وعلب مواد التنظيف (الكلوركس) وهو ما يعرض حياتهم للخطر على المدى المتوسط والبعيد، كما أن الكانتين لا تتوفر فيه المواد الصحية المطلوبة.

 

وبشأن الشعائر الدينية، فقد أفاد التقرير بأن الإهانات مستمرة بهذا الخصوص، ويُمنع إقامة الشعائر (العزاء والاحتفالات الدينية) بشكل جماعي، ويتعرض من يخالف ذلك للضرب والعزل الإنفرادي، كما قام النقيب عبد الله عيسى، المعروف بميوله الطائفية، بسحب بعض الكتب الدينية المرخصة من وزارة الإعلام الخليفية، وبينها كتاب “مفاتيح الجنان”.

ويتعرض السجناء لمداهمات ليلية مستمرة بحجة التفتيش عن الممنوعات، ويجري عادة مصادرة بقايا الوجبات الغذائية داخل الزنازن.

وكشف التقرير عن استمرار وضع عدد من النشطاء المعتقلين في العزل الإنفرادي منذ أكثر من ٦ أشهر ضمن السياسات الانتقامية التي يتعرضون لها، وهم علي صنقور، محمد المغني، ناجي فتيل، محمد سرحان. وأكد التقرير بأن ذلك يُعد مخالفا للقانون المحلي الذي يمنع وضع السجين في العزل الإنفرادي لأكثر من هذه المدة.

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى