مقالات

خارطة الطريق.. من وصايا شهيد الإعدام

البحرين اليوم – مقالات

بقلم: علي الساري – كاتب من البحرين

في مثل هذا اليوم قبل ثلاثة أعوام، استيقظ الناس على فاجعة اهتزت لها البحرين طولا وعرضا. سبقتها ليلة عصيبة لم تكن كمثل أي ليلة، وذلك بعد توارد خبر استدعاء عوائل الشهداء، السميع، والمشيمع، والسنكيس ظهر الرابع عشر من يناير 2017 لإلقاء نظرة أخيرة قبل أن يمزق رصاص البغي الخليفي أجسادهم الطاهرة.

كان صوت عباس السميع يرن في آذان البحرانيين وهم يترقبون نبأ الفاجعة ..

“على درّب الشّهداء، والمناضلين الذين ضحوا من أجل شعوبهم وأوطانهم، وعلى درّب النبيّ الأكرّم وآله الطيبين، وعلى نهج أبي عبدالله الحسيّن وموقفه الخالد في يوم عاشوراء”. وهو ( عباس السميع) يكشف في خطابه بصيرة نافذة، وشجاعة قل نظيرها.

ورغم أنّ تنفيذ جريمة الإعدام قبلها بليلة كان مؤكدا إلا أنّ ذلك لم يمنع من أن تفترش المحاريب وتضج التجمعات مبتهلّة للباريّ بأن يرد الكيد في نحور القتلة، وللدعاء رمزيتان الأولى هو التأكيد على أن شعب البحرين متوكل على نصر الله وليس سواه، والثاني أن عقد أمسيات الدعاء في حد ذاته يعد مظاهرة واحتجاجا واضحا ضد سياسة الحكم الخليفي.

على عكس تلك الأجواء، كان الشهداء مستبشرين بحسن العاقبة، متلهفين للإلتحاق بركب الشهداء “الذين ضحوا من أجل أوطانهم” كما جاء على لسانِ الشهيد عباس السميع وهو بين جدران السجن المظلمة. هي تلك الليلة التي كان ينتظرها بفارغ الصبر الشهيد سامي مشيمع ببتسامة الأمّل عند اجابته على سؤالٍ.. هل ستواصل بعد التعذيب الذي تعرضت لهُ فأجاب بكل طمأنينة “أكيد بواصل حتى الموت”، وهي تلك الليلة المنتظرة من قبل براءة الشهيد علي السنكيس حيث قضاها راكعا ساجدا متهيأ للعروج بدماء الشهادة.

اليوم وبعد ثلاث سنوات على تلك الواقعة الأليمة والأبية، تتعمق الحاجة إلى الوقوف عند وصايا الشهيد عباس السميع، ليستلهم منها مواقف العز والكرامة ” أعول على الله سبحانه وتعالى في خلاصي من هذه المحنّة بما يختاره هو لي” لارأيٌ دولي، ولا مكرمةٌ ملكيّة ولاماشابه”

وصايا السميع الخمسة يمكن اعتبارها ثوابت للثورة وعوامل رئيسية في تحقيق الإنتصار

١- أُوصيكم يا أبناء شعبيّ، بمواصلة النضال، ومجابهة الظلم
٢- الثبات على الحق
٣- وحدة الصف
٤- الالتفاف حول رموز الثوّرة
٥- مساندة الجمعيات والحركات والتيارات التي تعمل لصالح الشّعب ومن أجل تحقيق أهداف الثوّرة، وأهداف كل قطرةِ دمٍ سقطت على تراب هذه الأرض

هذه الوصايا تُوجت بالإشادة بدور ” العمائم الثائرة”، وهو يؤكد بأن حضورهم وكلماتهم ” الثورية وعيٌ لشبابنا وسهامٌ لأعداءنا”.

وصايا الشهيد وثيقة تاريخية سياسية يجدر بالمتصدين في المعارضة وعموم الشعب تفعيلها على أرض الواقع. فالمواصلة بدرب النضال خيار لا بديل عنه، والثبات شرط لتحقيق الأهداف، ووحدة الصف قوة، وفي الإلتفاف حول رموز الثورة ضمان، ومساندة الجمعيات والحركات تعزيزٌ للحمة الوطنية.

وما ضاع حق وراءه مطالب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى