المنامة – البحرين اليوم
ساعات قليلة انحسرت فيها القوات الخليفية عن قبور شهداء المقاومة، يوم أمس الأربعاء ١٩ أبريل، ولكنها كانت فرصة لكي يتوافد عليها أهالي الشهداء الذين سارعوا إلى مقبرة أم الحصم مدفوعين بالشوق إلى أحبتهم، وحين حلت أقدامهم في المقبرة بادروا إلى نثر الدموع والورود وافترشوا الأرض مع عَبرات غزيرة تُذكّر بهول الجريمة التي ارتكبها الخليفيون بقتل الشهداء، ثم دفنهم خفية ومنع مراسم الصلاة والتشييع عنهم، وبعدها الإقدام على محاصرة المقبرة ومنع الأهالي والمواطنين من الاقتراب إليها، “في واحدة من الانتهاكات التي يتفرّد بها الخليفيون”، كما قال ناشطون.
عائلات الشهداء رضا الغسرة، مصطفى يوسف، ومحمود يحيى توجّهوا مباشرة إلى المقبرة، وكان لهم حديث طويل مع أرواحهم، مع تفجّع أبكى آباء الشهداء الذين كانوا، رفقة نشطاء، من أوائل الزائرين للقبور. في حين لا يزال الحصار مفروضا على قبور شهداء الإعدام، مع أنباء أشارت إلى أن القوات قد تنسحب عنها اليوم.
من جهة أحرى، تناقلت مواقع التواصل الاجتماعي أنباءا تفيد بمعاودة القوات محاصرة المقبرة بعد ساعات من فك الحصار عنها، إلا أن قوى ثورية في البحرين دعت إلى التوافد الشعبي على قبور الشهداء “وتجديد العهد معهم، وتمسكا بالثأر من الخليفيين القتلة” بحسب ما وجّه إئتلاف شباب ١٤ فبراير، كما حثّ تيار الوفاء الإسلامي على تنظيم زيارات لقبور الشهداء اليوم الخميس ٢٠ أبريل، ولاسيما الشهداء الستة (شهداء الإعدام والمقاومة) الذين دُفنوا قسرا ومُنعت عنهم المراسم والزيارة طيلة الأشهر الماضية بسبب تمركز القوات حول المقبرة ومحاصرتها.
الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ كانت من الذين زاروا قبور الشهداء في أم الحصم يوم أمس، وسجّلت موقف الاستنكار من محاصرة المقبرة بعد دفن الشهداء بعيدا عن مسقط رأسهم، ومن غير المراسم المعتادة. وأبدت الصائغ مواساتها لأمهات شهداء المقاومة اللواتي أبدين الفخر بأبنائهن الشهداء، واستذكرت موقف أم الشهيد رضا الغسرة التي تحدت القوات الخليفية وحاولت الوصول إلى المقبرة وسط تهديد القوات بإطلاق النار، فيما قالت بأن والدة الشهيد مصطفى يوسف لم تستطع أمس زيارة قبره بسبب وجودها خارج البلاد. ونقلت الصائغ مشاهد من تفجع أمهات وأخوات الشهداء أمس وقالت بأن “منظر الأمهات وهن يشمن تراب أبنائهم مؤلم وفجيع”.
