الخليج

رفض الإفراج عن “أمير الكبتاجون” قد يكون سبب تجميد الهبة السعودية للبنان

الأمير المتهم بمحاولة تهريب كميات كبيرة من "حبوب الكبتاجون".
الأمير المتهم بمحاولة تهريب كميات كبيرة من “حبوب الكبتاجون”.

الرياض- البحرين اليوم

الأربعاء الماضي وجه القضاء اللبناني تهمت “الاتجار بالمخدرات” ضد الأمير السعودي عبدالمحسن آل سعود، الذي أوقفته السلطات اللبنانية في مطار بيروت في نهاية شهر أكتوبر الماضي “وهو يحاول تهريب كمية كبيرة من حبوب الكبتاجون المخدرة إلى السعودية عبر طائرته الخاصة”.

الاتهام اللبناني جاء بعد نحو أربعة أيام من إعلان السعودية تجميد هبتها العسكرية المقدمة للبنان بقيمة أربعة مليارات دولار، “بسبب سيطرة حزب الله على الدولة اللبنانية”.

وبمتابعة خطابات السيد حسن نصرالله التي هاجم فيه النظام السعودي، يمكن ملاحظة أنها صارت أقل حدية خلال الأشهر الماضية، عمَا كانت عليه خلال الأسابيع الأولى التي تلت شن السعودية حربها على اليمن، ما يطرح السؤال لمَ لم تجمد السعودية هبتها في ذلك الوقت وانتظرت لنحو عام كامل؟

يبدو من الواضح أن “سلوك حزب الله” استخدم لتغطية السبب الحقيقي لتجميد الهبة، فالمساعي السعودية لتبرئة “أمير الكبتاجون” فشلت على مدى أربعة أشهر، وحصل ما كانت الرياض تخشاه وهو وصول القضية إلى المحاكم، كما قالت وسائل إعلام لبنانية.

قصص كثيرة، تثبت أن الحكومة السعودية مستعدة للذهاب بعيداً من أجل إنقاذ أي فرد من العائلة الحاكمة (يتراوح عددهم ما بين 7 إلى 10 آلاف) يتورط في جريمة في دولة أجنبية.

ففي عام 2010 قتل الأمير سعود آل سعود “عشيقه” في فندق في لندن، ورغم تولي مكاتب محاماة كبرى الدفاع عنه، إلا أن القضاء البريطاني أدانه بالجريمة وصدر ضده حكماً بالسجن المؤبد.

بعد عامين فقط، وقعت الحكومة السعودية مع نظيرتها البريطانية اتفاقية لتبادل السجناء، قالت وسائل إعلام بريطانية إن هدف الرياض منها هو إخرج الأمير سعود من السجن، وهو ما حدث فعلاً، إذ تم نقل الأمير إلى بلاده “لقضاء ما تبقى من عقوبته هناك”.

الأمر نفسه، تكرر نهاية العام الماضي حينما اتهمت امرأة الأمير ماجد ابن الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز بالاعتداء عليها جنسياً حيث كانت تعمل خادمة في قصر أستاجره في مدينة لوس أنجليس الأميركية.

ورغم أن ماجد قُبض عليه لكن أفرج عنه بعد ساعات بكفالة، لكن المحكمة أسقطت الدعوى ضده لعدم وجود أدلة كافية، واتهمت وسائل إعلام شرطة لوس أنجليس بـ “التراخي” في جمع الأدلة، ما مكن المتهم من “الفرار” من البلاد على طائرته الخاصة، في وقت كن 4 نساء آخريات يعملن في قصر الأمير قلن إنه “اعتدى عليهن جنسياً”.

من الواضح أن السلطات اللبنانية لم تعرف أن “أمير الكبتاجون” يمثل أولوية قصوى للحكومة السعودية، وأن اعتقاله يُمثل إهانة شخصية لـ “عائلة آل سعود” وعلى رأسها الملك سلمان الذي “يُزعم” أنه رد قبل سنوات على طلب عائلة بالقصاص من أمير قتل ابنها بالقول “إن سيفنا لا يأكل لحمنا”، وهي مقولة ثبت صدقها على مدى عقود، فأمراء آل سعود لا يعاقبون إذا ما ارتكبوا أي جريمة داخل مملكتهم ومن بينها القتل.. ويتوقعون المعاملة نفسها في البلدان الأخرى وخصوصاً العربية منها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى