ما وراء الخبر

متابعات: سيناريو العرش المهزوز بعد رؤية “محمد بن سلمان”

 

Screen Shot 2016-04-25 at 17.36.30

 

البحرين اليوم – (خاص)

 

متابعات

ما وراء الخبر

 

خطا ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الخطوةَ الأكبر باتجاه عرش آل سعود، وهو بات مهيئاً لإحداث “الفعل التاريخي” غير المسبوق، ربما، في مملكة الوهابية؛ حيث أضحى “الشّاب المدلّل” قاب قوس أو أدنى من تقلّد المنصبِ الأخير الذي لم يستولي عليه بعد في “حثالة المملكة” – بحسب تعبير صحيفة أمريكية.

أعلن ابن سلمان اليوم الاثنين، ٢٥ أبريل، عن “رؤية السعودية ٢٠٣٠”، وهو إعلانٌ لا يكون إلا من الملوك. كان الإعلانُ، وبما سبقه ولحقه من تطبيل وتضليل، بمثابة التنصيب الفعليّ ل”الأمير المراهق” على عرش “المملكة العجوز”.

بحسب العارفين بالشّاب – الذي لم يجتز بعد مشكلته في “الثقة بنفسه”، فقد كان يُجهّز نفسه لمثل هذا التنصيب قبل قرابة العام، وتحديداً حينما وسْوس له مستشاروه “العسكريوّن” إنّ “نصرا حاسماً وحازماً” على اليمن سيكون وشيكاً، وأنّه – بوصفه وزير دفاع مملكة العدوان – سيُصبح مستوفيّاً بعد إعلان هذا النصر لإنجاز “الاستواء الكامل” على مقاليد الحكم، حيث ستكون يده الطّولى قد اكتملت في “الحروب”، بعد بسْطها على الاقتصاد والأمن والسياسة في البلاد.

ولكن اليمنيين أفشلوا الخطّة، وكان صمودهم “كارثةً” لا حدود لها على ابن سلمان، الذي وجد نفسه مضطرا للهروب خارج البلاد في أكثر شهور العدوان على اليمن، ولم يجرؤ أن يكون حاضراً بين “المقاتلين” أو “على الجبهة”، وذاقَ مراراً المرارة كاملةً حينما أوقع نفسه في افتضاح نفسه، وأعلن عن وجود “وفد حوثي” في الرياض للتفاوض، وغيّرَ – دون مقدمات منطقية – بوصلةَ “الحرب”، وتداعت معها ادّعاءات مستشاره العسكري، أحمد عسيري، بإنهاء الحرب في الشهور الأولى لها. لم يحصل شيء من ذلك. لا استطاع أن يستدرج “الحوثيين” للذهاب إلى الرياض، ولا حقّق “رُبع” نصرٍ عليهم، وبدلا من ذلك.. فرضوا عليه المجيء إلى الحدود “الملتهبة” لإبرام اتفاق “الهدنة”، ومنها الذّهاب إلى مفاوضات الكويت.

لم يستسلم منْ يقف وراء ابن سلمان. وهم كانوا “أذكياء” بما فيه الكفاية لمواراة الهزيمة في اليمن، والولوج إلى المفاوضات.

ميدان الاقتصاد هو “حصان طراودة” إذن.

دفعَ آل سعود “المملكة” للإفلاس دفعاً. كانوا يدركون أنّ الأزمة الاقتصاديّة – التي افتعلوها – تدفع بهم إلى الهاوية، وقد قالها ابن سلمان بوضوح في مقابلة “بلومبرغ”، من أنّ “المملكة كانت على وشك الإفلاس في ٢٠١٧م”. إلا أنه “إفلاسٌ مخطّط له”، ليس عبر السرقات، والفساد الممنهج، والإيداع المتسارع للأموال في الخارج – على نحو ما كشفت جانبا منه وثائق بنما – ولكن أيضاً على نحو أنّ آل سعود – أو منْ يفكّر بدلا عنهم – كانوا يدركون أنّ عصر النفط سينتهي، وأن الدول المحيطة، مثل الإمارات، تعطيهم “إنذارا مبكرا” على ضرورة اللّحاق باللّعبة التي يرسمها صندوق النقد الدّولي – الوجه الاستعماري الأكبر اليوم – وذلك عبر استنزاف ما تبقّى من “الريع النفطي”، وبأسرع ما يمكن، للدّخول في حقبة “ما بعد النفط”، وهي الحقبة التي يُراد منها أن تكون بوّابة كبار المتموّلين والمستثمرين الأجانب للدّخول إلى السّوق الكبيرة في السعودية، وعبر الشركات الصناعيّة الكبرى، والتي يعرف الجميع أنّ السعوديين ليسوا قادرين لا على إنشائها، ولا إدارتها، وأنّها – أي تلك الشركات – هي مفتاح “الأجانب” للدخول، كاملاً وأبداً، إلى البلاد، والإمساك بعضلها كلّه.

ليس هناك أفضل من ابن سلمان ليكون حاكماً في هذه الحقبة. ليس هناك من صفاتٍ يتمتع بها يمكن أن تُفْشِل، أو تفضح، انقضاض الديناصورات على “بلاد الحرمين”.

حينها، ستكون “المملكة” في طريقها الفعلي نحو “الانهيار”. وهي النتيجة تحدّثت عنها تقارير عن السعودية منذ مارس ٢٠١٤م. (نشرت فريدوم هاوس تقريرا وقتها حمل عنوان: المملكة آيلة نحو الانهيار).

حين تُصبح المملكةُ تحت رحمة “العقل الصناعي”، ومحكومةً بالاستثمارات الأجنبيّة، ويقبض عليها “المالُ المهجّن”؛ فإنها ستكون ملزمةً بالاستجابة للآثار الجانبية، أو اللّصيقة بهذه “التغييرات الاقتصادية”، وعلى رأسها الآثار الاجتماعيّة، لتُصبح “العقيدة الوهابية” محلاً للنقض الحتمي، ولتبدأ “المعالجات” الرافضة لها بالزحف من قاعدة المجتمع، ومن نخبته، ومن التفاوضات الاقتصاديّة والتعاقدات الاستثماريّة التي ستكون “العقيدة” الجديدة لآل سعود. عندها تبدأ المواجهة مفتوحةً بين قطبي الحكم في البلاد: آل سعود، والوهابية، وهي المواجهة التي سيكون آل سعود ملزمين بعدم المسايرة فيها، كما فعلوا سابقاً، وسيُلزموا بالدخول في “الصدام” مع رجالات المؤسسة الوهابيّة، وإلى أقصى مدى. وحينها تكون لحظة “الصّعود الخطيرة” لدواعش الدّاخل، وحيث يكون هؤلاء ظاهرين ومستظهَرين برجال الوهابية الذين انقلب عليهم حلفاء الأمس.

اعتقال رجال دين متشددين في الداخل، وتقليص صلاحيات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والرفض العلني لهذا التقليص من جانب “وعّاظ” آل سعود؛ هي مؤشراتٌ أولى للمرحلة المقبلة في السعودية، وفي عهد محمد بن سلمان، الذي قد يكون آخر الملوك الصّغار، وقبل أن “يهوي” على العرش المهزوز.. الهاوي.

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى