البحرين اليوم-المنامة
أعرب مركز البحرين لحقوق الإنسان عن قلقه البالغ على حالة المعتقل المصاب بسرطان الرأس حبيب علي الفردان، والذي يواجه خطرًا محدقًا جراء الإهمال الطبي وعدم توفير الرعاية الصحية اللازمة له.
وفي تقرير نشره المركز، الثلاثاء 8 أغسطس، قال، بحسب شهادة ذوي المعتقل، إن حالته الصحية في تدهور مستمر منذ اعتقاله حتى الآن، وهو مع ذلك لا يتلقى الرعاية الصحية الملائمة وقد عادت له أعراض المرض السابقة حيث أصبح يشتكي مجددًا من فقدان في الذاكرة وصعوبة التركيز والصداع المتكرر، كما تؤكد العائلة عودة الورم إلى رأسه وحاجته للعلاج السريع وعدم تجاهل مواعيده الطبية كما حدث في 9 نوفمبر 2021.
وبناءًا على الشهادة الواردة من ذوي المعتقل فإن رئيس مركز البحرين لحقوق الإنسان السيدة نضال السلمان يدعو الجهات المعنية إلى الوفاء بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان وإطلاق سراح المعتقل حبيب فردان مراعاةً لحالته الصحية وجميع المعتقلين المرضى لضمان حصولهم على الرعاية الطبية اللازمة، كما يطالب الهيئات الرقابية الرسمية بضرورة تنفيذ مهامها والتحقيق في حالات الإهمال الطبي ومحاسبة المقصرين.
وأشار المركز إلى أن الفردان البالغ من العمر ٣٧ عاما ، قد اعتقل في ١٥ مايو عام ٢٠١٥ بعد مداهمة منزله في قرية سار دون مذكرة توقيف. وقبل أشهر من اعتقاله كان حبيب قد خضع لعملية جراحية لإزالة ورم كبير من دماغه في ألمانيا، وكان الأطباء قد أوصوه بعد انتهاء عمليته بتجنب الضغوط الجسدية والنفسية والخضوع للتصوير بالرنين المغناطيسي كل ٣ أشهر.
ولفتت عائلة حبيب في حديثها للمركز الى تدهور حالته الصحية من جراء اهمال علاجه، وعدم انتظام مواعيده الطبية. بعد الاعتقال تعرض حبيب بحسب إفادة ذويه للإخفاء القسري، وأثناء الاستجواب تعرض لسوء المعاملة، والتهديد بإيذاء رأسه وتحديدًا في مكان خضوعه للعملية. بعدها، مَثُل أمام النيابة العامة بعد أكثر من أسبوعين على اعتقاله ومنع من التحدث مع وكيل النيابة أو مع محاميه ولم يكن بإمكانه إلا التوقيع على الإعترافات المجهزة مسبقاً خوفاً من إعادته إلى مبنى التحقيقات وتعريضه للتعذيب مجدداً.
وبعد التوقيع على الإعترافات، نُقل حبيب إلى مركز التوقيف في الحوض الجاف. وحُكم عليه بالسجن لمدة ٧٥ عام بتهمة حيازة وتصنيع عبوات ناسفة ومحاولة القتل. نُقل بعدها إلى سجن جو المركزي ليقضي حكمه.
وبدوره، أكد المركز أن الرعاية الصحية هي حق مكفول في القوانين الدولية وانتهاك هذا الحق يخالف القواعد النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء، أو قواعد نيلسون مانديلا التي تؤكد وجوب نقل السجناء المحتاجين إلى علاج متخصص إلى مؤسسات متخصصة أو مستشفيات مدنية، وأيضاً تؤكد الآليات الدولية لحقوق الإنسان إن فرض قيود على السجناء المسنين أو المرضى يُعتبر معاملة سيئة.
وكان مركز البحرين قد وثق سابقاً العديد من حالات نقص الرعاية الطبية بما في ذلك حالات الرموز القادة من بينهم المعتقل الحقوقي عبدالهادي الخواجة والحقوقي الدكتور عبدالجليل السنكيس والشيخ محمد حبيب المقداد والشيخ ميرزا المحروس والأستاذ حسن مشيمع والأستاذ عبد الوهاب حسين، وحالة المعتقل محمد الرمل وغيرهم.
وذكر أنه في عام 2021 قضى ثلاثة ضحايا جراء تعرضهم للإهمال الطبي داخل السجن، وهم المعتقل عباس مال الله، المعتقل حسين بركات والمعتقل السابق علي قمبر.
