الخليج

والدة المحكوم بالإعدام علي النمر: كل عام وأنت لقلبي النور، ولروحي مصدر الفرح والإلهام

من الرياض-البحرين اليوم

يصادف اليوم عيد ميلاد علي النمر الثاني والعشرين. وهو كذلك ثالث عيد ميلاد يمضيه تحت طائلة الإعدام في السعودية. وقُبض عليه عندما كان يبلغ من العمر 17 عاماً عقب مشاركته في احتجاجات معارضة للحكومة، وحُكم عليه بالإعدام بعد محاكمة جائرة بُنيت على “اعترافات” يقول إنها انتُزعت منه تحت التعذيب. وفي هذه المناسبة نشرت منظمة العفو الدولية رسالة للسيدة نصره الأحمد والدة الشاب علي النمر , وإليكم ما قالته والدته بمناسبة عيد ميلاد ابنها.

الحديث عن يوم ميلاده ذو شجون.

‏مهما كتبت لن أستطيع وصف مشاعري، مُحال أن تستطيع الأم وصف مشاعرها في مثل هذه المناسبات التي تفيض بأمواج من المشاعر، المتضاربة والمتشابكة، ما بين فرحة مناسبة ميلاده وحزن لا يضاهيه حزن مغروسٌ في عمق الروح التواقة لحضنه وأنفاسه الدافئة العطرة.

‏ اعتُقل وهو مراهق، وها هو قد كبر وأصبح شاباً يافعاً اليوم. وأحاول أن أتخيل شكله، لا سيما مع شوقي له الذي ما انفك يتعاظم يوماً بعد يوم.

كان يوم ميلاد علي أكثر أيام السنة بهجة. هو يعتز به كثيراً؛ لأنه يصادف يوم ميلاد المسيح عليه السلام. كنا ‏نحتفل به سوياً في بيتنا مع سائر أفراد العائلة. وأما اليوم، فلقد أصبح هذا اليوم أصعب أيام السنة بالنسبة لنا وعلي بعيد عنا. ولقد اختُطف ابننا، واختطفت الفرحة من أعيننا والبهجة من قلوبنا. وتُركنا نصارع الحياة بين الخوف من فقدانه والرجاء والأمل بعودته إلينا. إنَّ ذكره كالهواء يطوّق حدودنا ونتنفسه بعمق .. هو كالشمس يضئ أيامنا التي ذبلت مع أيام غيابه.

نشتاق إلى براءة ملامح وجهه الطفوليّ الذي يجذب الناظرين بمجرد رؤية طلته المليئة بالحيوية والتطلع للمستقبل النضر.

ونشتاق إلى عُذوبة لسانه وصفائه التي تحيطنا عندما نلتقيه.

نشتاق إلى حنانه وقلبه المليء بالأمل والتطلعات.

نشتاق إلى كل شي فيه.

لقد أرهقنا فراقه بما يكفي. ولكن ما أسوأ الواقع! .. ألف عائق وعائق يحول بيننا وبينه .. ألف حاجز وحاجز يقف بيننا.. نود أن نهدم الحواجز التي تُبعدنا عنه حتى يكون معنا؛ نراه ونستمع لصوته ونحتفل معه، ويبقى معنا مجدداً وأمداً طويلاً.

‏ ولا زلت أتذكر عيد ميلاده عندما كان في دار الملاحظة حيث احتفلنا ذات يوم بيوم ميلاده على أمل أن يُفرج عنه، ونحتفل بميلاده وحريته مرة أخرى. ومرت السنوات ، ولا يزال تحت خطر الإعدام. وأما في سجن المباحث بالحائر حيث يُحتجز حالياً، فلا نتمكن من ذلك، فكل شيء ممنوع ومحظور. وكانت أصعب سنة هي التي شهدت عيد ميلاده العام الماضي حيث تم نقله إلى زنزانة في القسم الخاص بالإعدام، ما أوحى بأن موعد الإعدام قدد أضحى وشيكاً. وكان من المفترض أن نلتقيه يوم ميلاده إلا أن زيارتنا ، أجلت. وكنت سأفقده لولا لطف الله سبحانه وتعالى.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى