حسن الستراويمقالات

القيادات الممانعة.. واختبار المسئولية

حسن الستراوي - إعلامي بحراني
حسن الستراوي – إعلامي بحراني

ليس هناك ما يمنع المعارضة البحرانيّة الممانعة من الوحدة، ولاسيما وهي تتوافق على هدفٍ واحدٍ مشترك، والذي يتمثل في شعار “إسقاط النظام القبليّ” لآل خليفة.

هذه المعارضة التي تنضوي تحت عنوان “القوى الثوريّة”؛ باتت بحاجةٍ ماسةٍ، وأكثر من أيّ وقتٍ مضى، إلى ترتيب أوضاعها، وتهيئة الظّروف الداخليّة والخارجيّة في إطار العمل على بلورة مشروع يهدف إلى “رصّ الصفوف” جمْع الكلمة، والخروج من أجواء التفرُّق والشّتات. ومن المؤكد أنّ هذا الأمر يُعدّ مسؤوليّة أخلاقيّة ووطنيّة ودينيّة، ويتحمّلها الجميع، وكلٌّ من موقعه وبحسب تأثيره وما يُتاح له من قدرات التكليف.

وأمام هذه الحاجة، فإنّ الأعذار التي يمكن أن يسوقها البعض للإبقاء على الوضع القائم، أو تأجيل التوافق والتنسيق المشترك؛ هو أمرٌ غير واقعيّ، ولا مبرّرات له. ولاسيما وأنّ الأعداء يستفيدون من هذا الوضع في تصعيد القمع، والإمعان في الاستبداد، وإبادة العباد. ولا شكّ أنّ القيادات المعارضة ترفضُ هذا الأمر، ولا تؤيّد أن يجد النّظام الفرصَ الملائمة لزيادةِ ظلمه وجوره وفساده، وهو ما يجعل هذه القيادات محلاً للدّعوةِ لكي تُبادر إلى إطلاق مشروع حقيقيّ، وجدّي، وعمليّ للوحدة بين أطياف المعارضة وقواها الثوريّة.

إن أعظم الدروس التي يمكن أن نتعلمها من ملهم الثائرين في كل العالم، الإمام الحسين (ع)، هو درس المسؤلية، حيث قال في إحدى خطبه: “ألا ترون أنّ الحق لا يُعمل به، وأنّ الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقاً”. وقال في خطبة أخرى: “إني لم أخرج أشرا ولا بطرا، ولا مفسدا، ولا ظالما، وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه وآله، أريد أن آمر بالمعروف، وأنهى عن المنكر”.

إنّ كلّ قياديّ مؤمن، ينتمي إلى جبهة المعارضة، يُفترض به أن يعتبر نفسه منتمياً للفئات المؤمنة المعارضة الأخرى، وشريكاً في القرار. وهذا يمكن أن يتحقق عبر المبدأ القرآني الذي يؤكد على منهك التواصي بالحقّ والصبر، والتشاور، والتكامل، والتعاون على البرّ والتقوى.

إنني آمل من الجميع – من القيادات والقواعد الشّعبيّة – الابتعاد عن الخلافات الجانبية، وأن يُحوّل الجميعُ الإنفصالَ إلى تلاحم، والتخاصم إلى تعاضد، ومن ثم التواصي بتقوية العزم، وتنيمة الأفكار والمواقف عبر التشاور، ثم رفع مستوى العطاء عبر التعاون والتكامل. إنّ كلّ ذلك – ولا شك – من أفضل أسباب القوة، والنجاح.

اليوم أصبحت أمنية كل الثائرين في البحرين، أن تتحول القوى الممانعة إلى ذلك البنيان المرصوص الذي يحبه الله حين قال: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذينَ يُقاتِلُونَ في‏ سَبيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ مَرْصُوصٌ) (4، الصف).

إن اتحاد قوى الممانعة سيتحول إلى قاعدة انطلاقٍ جديد للشعب، وسيكون الوسيلة لمزيدٍ من تلاحم وتعاضد الشعب في مواجهة التحديات التي تواجهه، وهو ما يجعلنا أقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وربما يكون وسيلة للرحمة الإلهية على شعبنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى