سجن جوالمنامة

صورة الجلاد (مروان).. حاضرة في عيون وذكريات ضحايا سجن جو المركزي

 

المنامةالبحرين اليوم

     لن يخطيء السجناء في سجن جو المركزي – وخاصة الذين عانوا خلال أحداث مارس ٢٠١٥م – في معرفة صاحب هذه الصورة (المرفقة).

   الشرطي المدعو (مروان)، هو أحد المعذبين الذين لا تغيب صورته عن عيون السجناء رغم مرور سنة و٩ أشهر على الجريمة الممنهجة التي شهدتها ساحة السجن المركزي. ذكريات التعذيب التي طالت السجناء تتخللها صور عديدة للمعذبين والمرتزقة الذين تفننوا في إنزال العذاب على السجناء، وباستعمال مختلف أدوات القمع والسحق والانتقام: الرصاص الانشطاري، الغازات السامة، الأسلاك الكهربائية، الهراوات، الآلات الحادة، الحرمان من النوم ودخول الحمام، والمنع من الصلاة.

    رُزمٌ من الوجوه الوقحة التي تناوبت في التعذيب وتنفيذ الجريمة التي أشرف عليها ضباط الدرك الأردني. جنسيات متعددة (من باكستان والهند وبلوشستان، اليمن، سوريا..)، ولكنهم كانوا يتحدثون لغةً واحدة على أجساد السجناء التي لاتزال عليها آثار قصص التعذيب والأحقاد.

    يسترجع السجناء الذكرى بتفاصيلها الدقيقة، بما فيها تفاصيل الأسماء والوجوه، وكأنهم يسجلون العهد بأن الحساب قريب، وأن وجوه القتلة ستكون محفوظة لهذا اليوم العظيم، رغم الحماية التي يسبغها الخليفيون على الجلادين وتبرئتهم من الجرائم التي جرت في أيام مارس السوداء.

   من بين هؤلاء الجلاد (مروان) المعروف بـبطولاته البشعة في تعذيب السجناء. وقد كان معروفا باختياره أفظع أساليب التعذيب (وأكثرها دمويةً وقذارة) والتي طالت المحكوم بالإعدام عباس السميع، وكذلك المعتقلين محمد الشمالي، محمد أبو نصيب، وعلاء نصيف وغيرهم كثير.

    اعتاد الجلاد مروان على إخراج السجناء كل ليلة من زنازنهم باتجاه غرف التعذيب الخاصة. كان يحلو له ألا يُرجعهم إلا حين تسيل على أبدانهم الدماء ويُفرغ عليهم كلّ ما تدرّب عليه من طغيان وحقد وشتائم لا تُطاق.

    لم يكن (مروان) خارج السياق، أو شاذا عن المجموعة“. بل كان مثالا على الوضع الطبيعي الذي يدور ويُدار في سجون آل خليفة، وبحماية ورعاية من الإدراة. هذه الإدراة التي قام مديرها، المدعو عبد الله راشد المعنطر، بترقية الجلاد (مروان) إلى “مسؤول نوبة” مع جلاديين آخرين يتنافسون معه في الفظاعة وفنون التعذيب، رغم الشكاوى التي رفعها السجناء ضده وضد آخرين، إلا أن مدير مركز الإصلاح والتأهيل رأى في هذه الشكاوى شهادات حُسن سيرة وسلوك لجلاّده المفضل الذي لازال يتربص بالسجناء ويحمل على كتفه شغفا جديدا بتكرار الجريمة، ما ظهر منها وما بطن.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى