المنامة

عاشوراء البحرين: شبان بلدة المالكية يتصدون لتعديات آل خليفة على الشعائر.. و”ثورة” في الجدران واليافطات والشوارع

 

المنامة – البحرين اليوم

غير بعيد عن عراقة الموروث القديم لأهالي بلدة المالكية – غرب البحرين – في إعداد الطعام للمشاركين في عزاء الإمام الحسين بن علي؛ يتصدّى شبان البلدة للتعديات الخليفية على الشعائر والمظاهر العاشورائية، ويقفون من غير اهتزاز في وجه المركبات العسكرية التي أعادت تكرار التعديات يوم الثلاثاء ٢٧ سبتمبر ٢٠١٧م. كان مظهر الشبان وهم يقفون في وضح النهار دفاعا عن الشعائر “رسالة واضحة على استمرار الموقف الشعبي في الدفاع عن أصالته التي يخطط الخليفيون لمحوها والقضاء عليها” كما قال أحد ناشطي البلدة.

طباخ تقليدي
طباخ “عيش الحسين” في بلدة المالكية، الثلاثاء ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧م – تصوير المصور البحراني محمد المخرق

من سعف النخيل الذي لايزال يستعمله الأجداد والجدات في إعداد “عيش الحسين”؛ يسلّ الأبناءُ والأحفاد أذرعهم وهاماتهم دفاعا عن القيم والمباديء التي ضحّى من أجلها الإمام الحسين وأهله وأصحابه في يوم العاشر من المحرم. لم يُرعبهم المرتزقة الأجانب الذين ترجلوا مشهرين أسلحة القمع، ولم يفلّ من عزيمة دفاعهم عن الشعائر إطلاقُ الغازات السامة التي لا تغادر سماء البحرين منذ أكثر من ستّ سنين من الثورة.

تصدي

هو مشهد تتعدّد أشكالُ الصمود فيه من بلدة المعامير إلى نويدرات والعكر، ومنها إلى الدراز والديه وجدحفص والمصلى، وعلى امتداد الخط الذي يجمع بلدات دمستان وكرزكان والمالكية وشهركان وصدد، ومن هذا الامتداد إلى شارع الشهداء والعاصمة المنامة، ومنها إلى جزيرة المحرق. مع كلّ راية للحسين يسقطها “يزيد البحرين”؛ ترتفع راياتٌ فوق المنازل وعلى الشوارع، ومعها تفعيل شبه يومي لـ”سحق” الحاكم الخليفي بالأقدام والشعارات الداعية إلى إسقاطه. وبعد كلّ اقتحام للبلدات ومصادرة اليافطات الثورية التي تستوحي العزّة من كربلاء؛ تعود يافطاتٌ أخرى ومعها فنون أخرى من الصمود المطبوع على الجدران، والذي يؤكد من خلال الناسُ بأن امتداد عاشوراء في أوال لا ينقطع ولو تكاثر اليزيدون وعمائم السوء في قصور هاتكي الأعراض وهادمي المساجد، وأنّ الأصوات الحرّة التي نبعت من الطّف بدماء حفيد رسول الإسلام لازال يُسمع صداها القاني في سماء البحرين، وفي المآتم والمواكب التي لا “تبايع يزيدا، ولا توالي شُريحا، ولا تركع لجيوش المرتزقة والأباطيل المستوردة”. وهو صدىً يريد الشبان الصامدون أن يؤكدوا بأنه أقوى من الزنازن ومن سياط الجلادين، ومن دعايات التضليل وحصار العساكر، وعلى النحو الذي تشهد به هاماتُ السجناء الأحرار وقادة الثورة المعتقلين والشيخ عيسى قاسم، حيث ترتفع أسماؤهم وصورهم وكلماتهم من حناجز المعزين، وعلى جدران الثورة المعطّرة بأجواء عاشوراء.

DKuMBC1X0AAZkFa

DKuLJxaX0AAazuu

DKuLAOZW0AANJRN (1)

١

DKuLu8qW0AA4T8d

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى