المنامة

نشر صور جلادين عذّبوا النشطاء في مركز المحرق.. الناشط الخنجر يكشف أسرار “الشّاذين” في جهاز الأمن الوطني

١

المنامة – البحرين اليوم

نشر نشطاء بحرانيون أسماء وصورا لجلاّدين قالوا بأنهم من الذين يُشاركون في تعذيب النشطاء داخل البحرين، وخصوصاً في مبنى جهاز الأمن الوطني في المحرق.

وذكر النشطاء بأن الجلاد المدعو عبد الله فلامرزي هو المعذِّب الذي يُشرف على تعذيب النشطاء في مركز شرطة قيادة المحرق (فرع جهاز المخابرات الخليفية)، وبينهم النشطاء الذين تمّ استدعاؤهم في الأيام الأخيرة على خلفية مواقفهم وتصريحاتهم المندِّدة بالاجتياح الدموي لبلدة الدراز ومنزل آية الله الشيخ عيسى قاسم.

يُشار إلى أن عددا من النشطاء والمعارضين والمدونين في البحرين تلقوا اتصالات للحضور إلى التحقيق في المركز المذكور، وتعرضوا خلال التحقيق لتعذيب جسدي ونفسي، إضافة إلى تحرشات جنسية والابتزاز لترك نشاطهم الحقوقي والتدويني والتوقف عن كشف الانتهاكات التي جرت خلال اجتياح الدراز. ومن بين هؤلاء، الناشطة الحقوقية ابتسام الصائغ التي تعرضت لتعذيب جسدي ونفسي “وحشي”، أدى إلى إصابتها بانهيار عصبي شديد، ونُقلت مباشرة إلى المستشفى، حيث لا يزال وضعها النفسي غير مستقر حتى الآن. كما تم استدعاء الناشط عادل المرزوق الذي آُحتجز ليوم واحد، وبعده أُفرج عنه ليُعلن عبر حسابه اعتزاله العمل السياسي والحقوقي واستقالته من جمعيته التجمع الوطني الوحدوي. كما استُدعي الناشط الحقوقي عبد الجليل يوسف، والد الشهيد محمد عبد الجليل، وتعرض أيضا لإهانات لفظية وشتائم وتهديدات بالتعرّض لعائلته لإجباره على ترك نشاطه الحقوقي، حيث يتولى مسؤولية الرصد والتوثيق في الجمعية البحرانية لحقوق الإنسان، إلا أنه رفض ذلك.

٢

وأكد الناشط السياسي عبد الغني الخنجر، الناطق باسم حركة الحريات والديمقراطية (حق)، بأن المدعو عبد الله هو “المعذّب المشرف” على مهمة تعذيب النشطاء جسديا ونفسياً، كما أن الجلاد المدعو فيصل فلامرزي “يشارك أيضاً في التعذيب والصعق بالكهرباء والتحرشات الجنسية التي يتعرض لها النشطاء في ذات وكر التعذيب في المحرق”، وأوضح بأن “هذه المجموعة بقيادة الجلاد بدر الغيث” هي ذاتها التي قامت بتعذيب الرموز والنشطاء، وبينهم الخنجر نفسه، في العام ٢٠١٠م ضمن القضية المعروفة باسم “شبكة أغسطس”، مشيرا إلى أن هذه المجموعة تنتمي إلى جهاز الأمن الوطني، سيء الصيت.

وفي تصريح لـ(البحرين اليوم)، أرجع الخنجر “زيادة حجم الجرائم كما ونوعاً” في البلاد إلى عوامل منها “الفرصة الأمريكية التي منحها الرئيس الأمريكي لدكتاتور البحرين، وكذلك دخول عصابات جهاز الأمن الوطني على خط تنفيذ مهمة سحق الثورة”.

وكشف الخنجر بأن طبيعة الاجتياح الدموي لبلدة الدراز، وقتْل المعتصمين “بدم بارد”؛ يؤكد ضلوع “هذا الجهاز الإرهابي” في المشاركة في عملية الاجتياح، مشيرا إلى طبيعة هذا الجهاز “الإرهابي”، وأن “جلّ عناصره من الأجانب، ويستشري الفساد والانحراف في صفوفهم”، ولم يستبعد الخنجر أن تكون هذه العناصر منْ تولّت الإشراف على عمليات القتل الميداني وتصفية شهداء الفداء في الدراز الثلاثاء الماضي. وقال بأن أسماء هذه العناصر معروفة “جيداً”، وذُكرت أسماء العديد منها في إفادات عدد من المعتقلين، إلى جانب إفادات الرموز قادة الثورة الثلاثة عشر المعتقلين.

الناشط السياسي والناطق باسم حركة الحريات والديمقراطية (حق)، عبد الغني الخنجر
الناشط السياسي والناطق باسم حركة الحريات والديمقراطية (حق)، عبد الغني الخنجر

وبحسب تجربته الشخصية، أفاد الخنجر بأن “مجموعات الجلاد بدر إبراهيم الغيث، الضابط في جهاز الأمن الوطني، هي عصابات تمتهن القتل والإرهاب، وتحمل طبيعة دموية، كما أنهم مدرَّبون على ارتكاب أساليب تعذيب وحشية، منها الاعتداءات الجنسية والتحرش”، وقال بأنه تعرَّف على عدد منهم خلال فترة اعتقاله في السجون السرية التابعة للجهاز ولقرابة ٧ أشهر، “حيث كانوا حثالة من الشاذين والمنحرفين” بحسب وصفه، وكشف من بينهم عددا من أسماء الجلادين، ومنهم “الضابط سلمان الشاووش، يوسف علي يوسف المناعي، فيصل فلامرزي، محمد خليفة هزيم، ويوسف الشاووش”، وأوضح بأن هؤلاء ينقسمون إلى “مجموعات بقيادة مسؤلين كبار جدا في جهاز الأمن الوطني، مهمتهم الإشراف والتوجيه، ومن هؤلاء عيسى حسان النعيمي الذي يعمل تحت إمرته عدد من الضباط، ومنهم الرائد عيسى السليطي، وهو الرائد المسؤل عن الجلاد بدر ابراهيم الغيث”.

وأضاف الخنجر في تصريحه بأن “ما يُرتكب في مركز شرطة المحرق، وحسب المعلومات الموثقة، هو فضائع وتعذيب بشع وامتهان لكرامة الإنسان”، بما في ذلك “الصعق بالكهرباء والتحرش الجنسي والتعرية من الملابس على أيدي عناصر جهاز الأمن الوطني”.
وفي الوقت الذي عبّر الخنجر عن تضامنه مع معاناة النشطاء الضحايا؛ شدّد على أن “أساليب جهاز الأمن لن تنحج في تحقيق مكاسب سياسية للنظام، وأنها لن تُوقف الثورة والحراك والتظاهرات”، وقال بأن هذه الأساليب سوف “تزيد من النقمة الشعبية”، كما أكد “على ضرورة عدم الخضوع لترهيب هذا الجهاز الخليفي الفاسد الوحشي” داعياً إلى “فضح ممارساتهم وعدم القبول بالابتزاز، لما في ذلك من خطورة على مستقبل وأمن الضحية”، وختم بالقول “إن السكوت وعدم البوح بالجرائم؛ تعزّز أساليب جهاز الأمن الوطني الإرهابية”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى