المنامة

في ندوة سياسية تناولت ثورة البحرين بمشاركة شخصيات عربية : لا مناص من التغيير السياسي.. والتطبيع هو أخطر ما يواجه أمن الخليج

البحرين اليوم-لندن

عقد تكتل المعارضة البحرانية في بريطانيا مساء اليوم (الإثنين 8 فبراير) ندوة افتراضية بعنوان “الربيع العربي. البحرين مثالا”. واستضافت الندوة كل من أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر دكتور محمد المسفر والنائبة التونسية مباركة الإبراهيمي، إلى جانب الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فؤاد إبراهيم.، فيما أدار الحوار الصحفي عباس بو صفوان.

وتركزت كلمة الإبراهيمي على المقارنة بين ما آلت إليه الثورة التونسية بعد 10 سنوات موضحة أن النظام الإستبدادي ما يزال يتحكم في إدارة دفة البلاد، مع استمرار الاعتقالات والتنكيل والملاحقات للنشطاء والمعارضين. لكنها أكدت في ذات الوقت على نسبة الوعي واستمرار الحراك نحو التغيير.

وأشارت خلال حديثها إلى ضلوع الدول الخليجية المعروفة بقوى الثورة المضادة في منع أي تحول ديمقراطي حقيقي في تونس.

وعطفا على البحرين أبدت الإبراهيمي تضامنها وتقديرها الكبير لشعب البحرين ونضاله الفريد، واستعرضت خلال حديثها نماذج من القمع الوحشي الذي مارسه النظام الخليفي بدعم من السعودية والإمارات ضد الحراك السلمي في البحرين . وعرجت في حديثها على الخيانة والتطبيع مع الكيان الصهيوني، معتبرة أن التعويل على إصلاح الأنظمة الفاسدة هو رهان خاسر. وشددت النائبة التونسية على ضرورة أن تجتمع الكلمة لاقتلاع الأنظمة العميلة والمستبدة، مؤكدا على أن ذلك ربما يكون صعبا “ ولكن الصبر والثبات كفيل لتحقيق ذلك الهدف”.

من جهته اعتبر أستاذ العلوم السياسية بجامعة قطر الدكتور محمد المسفر أن الخليج يواجه خطرا حقيقيا يشكل تهديدا وتحديا أكبر مما مرت عليه من الأزمات السابقة. وتابع المسفر بأن احتلال الكويت كان أزمة عابرة أمام خطر التطبيع ودخول الصهاينة إلى المنطقة.

وعبر المسفر عن حزنه وأسفه الشديدين من ظهور أطفال خليجيين وهم يرتدون علم الكيان الصهيوني، ويقفون احتراما لنشيدهم.

واستهجن المسفر دعاية السلام الزائف مذكرا بجرائم الكيان الصهيوني ضد الفلسطينيين. وقال المسفر بأن لا مناص من التغيير السياسي في البحرين وعموم الدول الخليجية.

وخلال حديثه، كشف أستاذ العلوم السياسية في جامعة قطر عن لقاء جمعه مع سماحة الشيخ علي سلمان أيام انتفاضة الكرامة في التسعينات، مؤكدا بأن سلمان كان رمزا وطنيا بحق، وطالب بإطلاق سراحه وجميع أصحاب الرأي من السجون الخليفية.

وحذر المسفر حكومات الأنظمة الخليجية من التعويل في دوام استقرار امنها على الولايات المتحدة الأمريكية، وحثها على عدم الانجرار في النزاعات المفتعلة مع إيران وجرها للتقارب بالمقابل مع الكيان الصهيوني.، فالأول دولة وشعب له تاريخ وثقافة وتداخل، والثاني نظام طارىء وعدواني نحو العرب.

من جانبه دافع الباحث والمعارض الدكتور فؤاد إبراهيم عن ثورة البحرين، مستعرضا شعبيها الأكبر بين كل ثورات الربيع العربي قياسا لنسبة السكان وحجم المشاركة الشعبية. واعتبر الدكتور فؤاد أن ثورة البحرين كانت في طبيعة الثورات العربية المستهدفة، مشيرا إلى تدخل الجيش السعودي والإماراتي تحت غطاء درع الحزيرة لإجهاض الثورة.

ورأى إبراهيم أن التدخل العسكري لم يستهدف الثورة فحسب، وإنما أطاح بالدولة وأصبح يتحكم بمسارها السياسي وعلى كل صعيد.

ورغم أحقية ثورة البحرين إلا أنها كانت في نظر البعض من الثورات الحرام، إذ جرى تجاهلها من الأقربين والأبعدين. بحسب دكتور فؤاد إبراهيم. وتابع حديثه بأن بعض الأبواق نعتت الثورة بالطائفية بسبب وجود غالبية شيعية في المعارضة نتيجة وجودهم كغالبية في السكان، لكن ذلك لم يكن سببا لرفع مطالب طائفية ابدا، إذ أن المعارضة كانت وطنية بامتياز في طرحها وتحركاتها وخطاباتها.

وتطرق الدكتور فؤاد إلى دور الغرب، موضحا أنهم لم يكونوا راغبين في وجود اي تغيير حقيقي في البحرين، معللا ذلك بأنهم ( أي الغرب) كانوا يرون الثورة البحرانية صورة ضد نظام وظيفي، وهو لا يستقيم سياساتهم الخارجية تجاه الخليج.

يذكر أن الندوة نقلت مباشرة على قناة الجزيرة الفضائية وعددا من القنوات العربية. وعقدت الندوة ضمن برنامج الفعليات الخاصة بالذكرى العاشرة لثورة 14 فبراير في البحرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى